في عام 2015، أعلنت شركة نوكيا الفنلندية عن بيع قطاع خرائطها الشهير HERE إلى مجموعة من شركات صناعة السيارات الألمانية، وهي BMW وAudi وDaimler، مقابل 2.8 مليار يورو. وكان هذا القرار جزءا من استراتيجية نوكيا للتركيز على قطاع الاتصالات والشبكات، بعد أن باعت قطاع هواتفها الذكية إلى مايكروسوفت في عام 2014. ولكن ما هي أسباب وآثار هذا الانفصال؟ وما هي مستقبل نوكيا وHERE؟
نوكيا تتخلى رسميا عن HERE |
- أسباب الانفصال
- نوكيا اشترت خرائط HERE في عام 2008 من شركة نافتك، وهي شركة متخصصة في تقديم خدمات الملاحة والموقع الجغرافي.
- نوكيا استخدمت خرائط HERE في هواتفها الذكية التي تعمل بنظام سيمبيان وويندوز فون، وكذلك في تقديم خدمات للشركات والحكومات والمستهلكين.
- نوكيا واجهت منافسة شديدة في سوق الهواتف الذكية من شركات مثل أبل وسامسونج وهواوي، ولم تستطع مواكبة التطورات التكنولوجية والابتكارات.
- نوكيا قررت بيع قطاع هواتفها الذكية إلى مايكروسوفت في عام 2014، مقابل 7.2 مليار دولار، والتركيز على قطاع الاتصالات والشبكات، والذي يشمل تقنيات مثل 5G والإنترنت الصناعي.
- نوكيا رأت أن خرائط HERE لم تعد تتناسب مع استراتيجيتها الجديدة، وأنها تحتاج إلى تحرير رأس المال للاستثمار في قطاع الاتصالات والشبكات.
- نوكيا تلقت عروضا من عدة جهات مهتمة بشراء خرائط HERE، مثل أوبر وفيسبوك وبايدو وأمازون، ولكنها اختارت مجموعة من شركات صناعة السيارات الألمانية، لأنها ترى فيها شركاء استراتيجيين ومستخدمين محتملين لخرائط HERE.
- آثار الانفصال
- بيع نوكيا لخرائط HERE كان له آثار إيجابية وسلبية على الشركة وعلى السوق.
- من الآثار الإيجابية:
- نوكيا حصلت على مبلغ مالي كبير، يمكنها من تعزيز موقعها في سوق الاتصالات والشبكات، ومنافسة شركات مثل هواوي وإريكسون وسيسكو.
- نوكيا تخلصت من قطاع لم يعد يحقق لها أرباحا كبيرة، ولم يعد يتناسب مع رؤيتها ورسالتها.
- نوكيا ساهمت في تنويع سوق خرائط الإنترنت، وتقليل الاحتكار الذي تمارسه شركات مثل جوجل وأبل.
- من الآثار السلبية:
- نوكيا فقدت قطاعا مهما من أصولها التكنولوجية، والذي كان يميزها عن باقي الشركات في سوق الهواتف الذكية.
- نوكيا خسرت فرصة الاستفادة من الطلب المتزايد على خرائط الإنترنت، والذي يرتبط بمجالات مثل السيارات ذاتية القيادة والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي.
- نوكيا عرضت نفسها لخطر الاستحواذ من قبل شركات أخرى، بعد أن تقلص حجمها ونطاقها.
- مستقبل نوكيا وHERE
- بعد الانفصال، تواجه نوكيا وHERE تحديات وفرص مختلفة في مستقبلهما.
- بالنسبة لنوكيا:
- نوكيا تسعى لتعزيز موقعها في سوق الاتصالات والشبكات، وخاصة في مجال تقنية 5G، والتي تعتبرها الجيل القادم من الاتصالات اللاسلكية.
- نوكيا تواجه منافسة قوية من شركات أخرى في هذا المجال، مثل هواوي وإريكسون وسيسكو، والتي تمتلك ميزات تنافسية في الجودة والسعر والابتكار.
- نوكيا تحاول العودة إلى سوق الهواتف الذكية، بعد أن أطلقت علامتها التجارية الجديدة "نوكيا"، والتي تعمل بنظام أندرويد، وتستهدف الفئات المتوسطة والمنخفضة من المستهلكين.
- بالنسبة لHERE:
- HERE تسعى لتحقيق ريادة في سوق خرائط الإنترنت، وخاصة في مجال السيارات ذاتية القيادة، والتي تعتبرها السوق المستقبلي لخرائطها.
- HERE تواجه منافسة قوية من شركات أخرى في هذا المجال، مثل جوجل وأبل وتوم توم، والتي تمتلك ميزات تنافسية في الدقة والتحديث والتكامل.
- HERE تحاول توسيع نطاق عملائها وشركائها، بعد أن أبرمت اتفاقيات مع شركات مثل أوبر وفيسبوك وبايدو وأمازون، والتي تستخدم خرائط HERE في خدماتها وتطبيقاتها.
الخاتمة:
- في هذا المقال، تناولنا موضوع نوكيا تتخلى رسميا عن HERE، وبينا أسباب وآثار هذا الانفصال، وتطرقنا إلى مستقبل نوكيا وHERE.
- يمكننا القول أن هذا الانفصال كان قرارا استراتيجيا من نوكيا، لتحقيق أهدافها ورؤيتها الجديدة، ولكنه كان أيضا قرارا محفوفا بالمخاطر والتحديات.
- كما يمكننا القول أن هذا الانفصال فتح الباب أمام HERE لتنمية أعمالها وتحسين خدماتها، ولكنه أيضا وضعها في مواجهة منافسة شرسة ومتغيرة.
- في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح نوكيا وHERE في تحقيق أهدافهما وتحويل التحديات إلى فرص؟ أم ستفشلان في مواجهة المنافسة والتغيير؟ الزمن سيجيب على هذا السؤال.